28‏/03‏/2009

خالد النفيسي...الخالد الكبير

لا أستطيع القول بأن شخصية خالد النفيسي (1937 - 2006) إنساناً وممثلاً...... ومبدعاً وخلاَّقاً ستمر عبثاً علينا......... فهي ذات جذور قوية في ذاكرتنا النجدية المعطوبة لأزمنتها المنسية بين الصحارى الراقدة....... بوفاة الفنان الكويتي خالد النفيسي تخسر الدراما الخليجية واحداً من روادها الأفذاذ الذين اخذوا على عاتقهم ترسية قواعد الفن المسرحي والتلفزيوني في الخليج منذ سنوات طويلة مضت............حيث جاء الفنان الفقيد ضمن مجموعة من الفنانين الرواد الذين شاركوا وصنعوا أوائل الأعمال الخليجية في بداية ستينات القرن الماضي..........ومنذ ذلك الحين كان للنفيسي إسهاماته البارزة ومشاركاته الهامة في العديد من المسلسلات والمسرحيات الخليجية الخالدة التي لاتزال حاضرة في أذهان الجمهور الخليجي حتى هذا اليوم.
خالد النفيسي.........الذي بدأ نهاية الخمسينات أول مشاريع الممثل بمسرحية لهضاع الأمل.......كإحدى أولى أعماله بورشة المسرح الشعبي مع محمد النشمي........ ودخل أول عتبة الشباب بمسرحية صقر قريش........وهي إحدى أولى أعمال المسرح العربي إذ كانت نواته دروس وتدريبات زكي طليمات الذي سوف ينجز الكثير، ومنه إعداد مجموعة من الوجوه التي ستسيطر على خشبة المسرح والتلفزيون الكويتي طيلة الستينيات والسبعينيات حتى الثمانينيات، مثل: حسين عبدالرضا وعبدالرحمن الضويحي........ وأولى الممثلات آنذاك: مريم الصالح ومريم الغضبان.
استطاع وجه خالد النفيسي......... حفر تقاسيم حارقة وحنونه.......... في كل أدواره.......... التي تطلبت منه جهداً انفعالياً واظب على تجسير تلك الطاقة انضباط وجدية مفارقين انعكسا على أدائه وملامح شخصيته الفنية، على المسرح والتلفزيون كذلك الإذاعة.
إن ذلك الشغف الطالع من عيونه وإيحاءات يديه القوية (خاصة عندما يُشير بإصبعيه معاً) ظافرة ولاهفة إلى ملاعبة الحياة ومنافستها عطاءً ومحبة........ إنه ذلك الإنسان الذي أتى ليغدق من بحره وبره........... فلا ييأس بالنضوب ولا ينتهي بالمكاثرة.
نستطيع من خلال استقراء مجمل أعمال خالد النفيسي الوقوف على عدة محاور رئيسة في مواضيع وشخصيات النفيسي التمثيلية........ فهي آتية من صلب المجتمع الكويتي........ والنجدي عموماً......... إذ هو أحد صور المجتمعات القائمة على عناصر نجدية......... وهي التي تشكلت عبر محور حيوي تعليمي واقتصادي (الكويت - البصرة - عنيزة.......... خلال قرنين من الماضي إضافة إلى المحور السياسي (حائل - الرياض - الأحساء)......... والذي ظل باقياً رغم التحولات السياسية دولياً في تكوين جغرافيا سياسية (محلية) أخرى......... بقيت تحتفظ بكل ملامحها مهما تباعدت وانعزلت.
إذ لا يغيب أن شخصية مثل الشاعر محمد بن لعبون كانت مشتركة بين نجديي العراق والكويت أو البحرين كذلك نجد الجزيرة العربية نفسها........ حتى إذا ما رأينا مغنياً مثل عبدالكريم عبدالقادر يشترك فيه الكثير بالكلمة واللحن لعمق الحس النجدي الفارط في غنائه......... هو تسابق الشعراء من الخليج والجزيرة العربية كلها لوسم حنجرته بقصائدهم...... ونذكر في حياة الفهد امرأة غزيرة المشاعر وحاضرة الحس الأنثوي المتكامل........... فهي تلك الأم والأخت كذلك العاشقة والمجنونة إنها ممن يختصون النسوة في شخصيتها........... ونذكر سناء الخراز التي لا يغيب عن حسها عمقياً ما يلوِّن حنجرتها بالغناء بدوياً وحضرياً حيث تشع منها رائحة قوافل نجد وهجينيات العقيلات وعاشقات البادية في انفعالهن الفطري ومزاجهن الصحراوي من هذا كله، ربما لأبعد تأتي شخصية خالد النفيسي.......... فهي ملك نجدي بامتياز.......... أما تلك محاور الشخصية الفنية للنفيسي......... ذات البُعد الاجتماعي.......... متنوعة الأبعاد والملامح المعبرة......... فهي كالتالي:
1- الشخصية الاجتماعية ذات البُعد التربوي......... وهي متجسدة في مسلسله المجزأ: (إلى أبي وأمي مع التحية)......... أوسط الثمانينات، الذي ألفه: طارق عثمان وأخرجه: حمدي فريد، واشترك في التمثيل: حياة الفهد، عبدالرحمن العقل، هدى حسين، منصور المنصور، أسمهان توفيق وآخرون. حيث صيغت شخصية الأب........ كذلك الأم مع الفارق.......... في طينتها الرجولية ذات البُعد الأخلاقي........... وهي المحور الأساسي الذي قام عليه المسلسل بأكمله......... وهو ما تخطى تطلعات مسلسل أطفال مثل: (افتح يا سمسم)......... فقد أنجز خالد النفيسي الدور بمسؤولية وأعطى نموذجاً يحمل خيره وشره طبعاً وسلوكاً.......... فاستطاع بموجب تلك المسؤولية إعطاء فرصة للأب والزوج، كذلك الخال والعم، تصوير الأحداث العائلية ضمن دراما جماعية أشبهت سمفونية تمثيل كان خالد النفيسي الموضوعة التي أقامت صورة أب، لا زال يحمل بطركيته إنما مستحدثة، ولعلها مرحلة انتقال من الصورة المشيخية (البطركية) الفائقة الصيغة الشكل قديماً، إلى صورة أخرى سينهض بها آخرون.
2-الشخصية الاجتماعية ذات البُعد السياسي........... فإذا ما كان الجميع سيذكر خلال العام الحالي مسلسل: (عديل الروح)......... الذي كان محوره عن وزير يتعرض لمساءلة مجس الأئمة لقضايا أمانة خلال عمله الوزاري......... وينطوي على حكاية عائلية بين زوجة معلقة وابن لم ينسبه إليه يعترف فيه بالآخر كما سينتصر في مساءلة أمانته الوزارية.......... فلابد أن نذكر البُعد السياسي الزاخر في مسرحية: (حامي الديار)..... ألفها عبدالأمير التركي، حين تفوَّق خالد النفيسي فيها على نفسه في كل مشاهده مع سد الفرج، جاسم النبهان وعبدالإمام عبدالله......... لعلنا نذكر مشهد المقهى بعد خسارة سوق المناخ........... وكيف قابل الأخبار الكاذبة التي كان يروجها سعد الفرج من وزير المواصلات........ عن النوط الجديد (ورق العملة) بطول ذراع.......... والقطارات المعوضة عن السيارات لأن الناس سوف تعاد إلى الكويت القديمة داخل السور.......... فرشقه (أبو هاني) خالد النفيسي......... بالديرة التي بمنازلها ومستشفياتها.......... بمدارسها وملاحقها داخل قاع البحر.......... حتى إنه شاهد سياراتها على شكل غواصات صغيرة ومر بلاعبي كرة قدم فنزل (ليصوفر) معهم! كذلك لا ننسى مسرحية (حرم سعادة الوزير)........ لنفس المؤلف........ التي كان فيها يقوم بدور وصولي يدعي قربه من زوجة الوزير بالرضاع حيث ظلت جملته الخطيرة، ذات الحس النقدي العالي....... والخاص بالنفيسي منفرداً......... عندما سأله سعد الفرج عن الكلب الذي ينبح خارجاً عندما رأه........ فقال: (كلب الوزير.. وزير كلاب!)........ كما لا ننسى مسرحية: (هذا سيفوه وهذي خلاقينه) آخر الثمانينيات التي أوقفت لكونها صدعت التيارات السياسية الكويتية ببعضها......... جعلته يغادر البلاد طويلاً إلى منفاه الاختياري في المغرب.......... وترفع عن المشاركة في حراج المسرح الكويتي الهجائي صوب قضية الغزو العراقي (1990 - 1991).
3- الشخصية الاجتماعية ذات البُعد الإنساني......... وهي التي خدمها من خلال الشخصيات عامة: الزوج والأب، العاشق والمغني، الأرمل والأخ......... عندما نرى شخصية الأب والعاشق مرزوق في مسلسل: «خالتي قماشة» تأليف طارق عثمان وإخراج حمدي فريد، حيث يلون تلك الشخصية، بذات الوقار والمرح، الصرامة والسخرية، حين يصادمها بشخصية الأم قماشة (حياة الفهد)، المتسلطة والمتنفذة، وهي إحالة إلى رمزية السلطة الاجتماعية - السياسية، حين تتصادم سلوكياً بينها وبين أشكال أخرى من السُّلَط في المجتمع، على مستوى العائلة والجماعة، وهي ما مثلته شخصية الأرمل حجي مرزوق (النفيسي) الذي يأمل بزواج ابنتيه (محبوبة/سعاد عبدالله وليلى/رجاء محمد) تحيناً لفرصة الزواج من معشوقته حصة (الشخصية التي يحدثها في الهاتف فقط)، ولا يتوفر له ذلك لأسباب كشفها المسلسل الشهير، وشخصيته هنا، بالمقارنة الفنية، تذكرنا بشخصية (رأفت) فؤاد المهندس في مسرحية: (سك على بناتك) التي تعاني ذات الأمر، مع الفارق بأنه أب لثلاث بنات (سناء يونس، إجلال زكي وشيريهان)، وظلت بطلة الهاتف موجودة بالصوت (شويكار)، ولكن ما ينهي تلك المسرحية غير ما تنتهي عليه أحداث المسلسل هي بانكسار (أو انسحاب) سلطة الأم - الحكومة، وبقاء الأب مرزوق أرملاً لكن صار سعيداً.
أما الشخصية الثانية.......... فهي شخصية الزوج الضعيف (سكَّانه مرته) أي: الذي تديره زوجته، وهذا ما تمثل في شخصية أبو صالح، من مسرحية «بيت بو صالح» التي ألفها غانم الصالح وأخرجها أخوه حسين الصالح، حيث تقوسمت بطولة المسرحية بين الثلاثة: خالد النفيسي، عبدالعزيز النمش وغانم الصالح نفسه.
توفر لهذه المسرحية الأداء الخلاق، من جميع الممثلين الثلاثة: أبو صالح (النفيسي) الذي سوف تتطور شخصيته بعد أن فاض صبرها، بين سوء معاملة زوجته مضاوي (النمش) وما بين ابنتها (هدى حمادة) من جهة ومن أخرى مع ابن زوجها صالح وزوجته وابنته حصة التي التي جعلتها خادمة........... إلى استعادة موازين السلب والإيجاب بين الزوج والزوجة محاولة لكسر المثل (سكَّانه مرته) وإعادة الأمور إلى نصاب العائلة ذات السلط المتراتبة بين الأم والأب........ بحسب النظام الأبوي الطاغي.......... وشخصية زوجته مضاوي (النمش) التي ظهرت شخصيتها المستبدة والمتغطرية جراء ورث تلقته من وفاة والدها ما جعلها تتحكم في البيت وفي زوجها، مظهرة إهمالاً له وإذلالاً لقلبه الذي يطيعها في كل ما تريد وهذا ما أرخى لها عنان العبث السلوكي (مشهد السوق ومغازلة البائع) مروراً بشخصية سوف تدفع التحولات بشكل غير مباشر، وهي الشخصية الثالثة شخصية ابن العم أحمد (غانم الصالح) الذي سيخرج من مصحة نفسية ليعيد ترتيب الأوراق المتلخبطة بين الزوجة المتسلطة والزوج الضعيف، لعلنا نذكر مشهد الأداء الصامت إلا من ضحكات الرعب لأحمد (الصالح) الذي أداه عبدالعزيز النمش ببراعة، وهذا الذي سوف يحولها إلى امرأة راضخة لمعايير المجتمع الأبوي.
سنذكر الكثير من شخصيات خالد النفيسي شخصية المغني الأثرم وعودة عنتر في اسكتش: (المطرب الشعبي) مع سعاد عبدالله، الذي كتبه بدر بورسلي ولحنه غنام الديكان، سنذكر المسلسل الخالد: (درب الزلق) وشخصية أبو صالح (وهي الكنية الحقيقية للنفيسي) العاشق الولهان لأم سعد (النمش)، وغزله لها عندما تطلب منه ثلجاً (فَلْج أبو صالح)، ومحاولة زواجه التي لم يرض عنها الابن الأصغر حسين (عبدالحسين عبدالرضا)، ونذكر الكثير حيث لا طاقة لأن ننسى.
تبقى شخصية خالد النفيسي، الإنسانية والإبداعية خارج التصنيف التراتبي والمعيار المدرسي، فهو الطاقة التي استطاعت أن ترسم بنفسها حالة إبداعية عالية ذات إشعاع يكسبه الآخرون والأخريات حين الاشتراك معه في عمل وفي لحظات الذروة الفنية، فمن ينسى ذلك المشهد الذي تفرد فيه عندما خاطب النساء كنائب في مجلس الأمة من مسرحية: (حامي الديار)........ وفاجأهن أنه سيقترح حساب صوتين للحامل في الانتخاب، ومن ينسى ذلك المشهد الرائع منذهلاً من وجود ابنته التي ظن زوَّجها مجبرة، في مسلسل: (خالتي قماشة)....... فيتفاجأ بوجودها وأن العروس التي زفها كانت مزيفة حيث زفَّ الصبي مفتاح (عبدالرحمن العقل). إنها مشاهد كثيرة ولا نلحق سردها.
إن الطينة الإبداعية لخالد النفيسي تجعله في مصاف الممثلين العظام الذين لا يمرون عبثاً على خشبة المسرح أو عدسة التلفزيون أو (السينما) أو ميكرفون الإذاعة، فهي طينة لا تشبه مهما تغيب تترك ظلالاً جهوراً هي طينة تشابه طينة أنطون كرباج في لبنان ومحمود المليجي في مصر أو مارلون براندو في أمريكا.
إنها طينة نعرفها........ طينة النجدي الذي نحترمه مهما أغضبنا ونعشقه مهما هجرنا........ وننتظره بالولع مهما غاب طويلاً ونذكر سخريته (الفَسْقَانة) حين تفجر ضحكتنا، ونعرف يقيناً شعوره القوي نحونا من خلال سلوك (الأجْودي) معنا........ هذا هو خالد النفيسي يبقى من أنفس البشر........ويبقى الخالد.........ولا ازيد.............ق

بيض صنائعنا سود مواقعنا......خضر مرابعنا حمر مواضينا

بهذه الأبيات............وبهذه الألوان..........بدأ لمعان ظهور الدول العربية بعد زوال أزمات الاحتلال والاستعمار القاتل المزهق للشعوب السالب للثروات المذل بالحقوق.........تلونت وأعطت صبغتها وهويتها العربية........عاشت مصر والعراق وسوريا والأردن والسودان وفلسطين والكويت والإمارات...........عاشت فترات دموية إلى أن تحددت الهوية السياسية والوطنية الحزبية الراسمة لسياسات هذه الدول.........عاشت فترات دموية إلى أن كونت استقلاليتها وشخصيتها ما عدا دول الجانب الخليجي الكويت والإمارات اللوات اعتمدوا على السلطة البريطانية في رسم دولهم وتحديد جغرافيتهم بخلاف الباقين بشهودهم على الحقب الدموية والمآسي الاسترسالية للوصول للسلطة وتكوين هوية الوطن........ الكويت والإمارات كانت دول مستقرة بأمنها آمنه بأهلها فلم يتربوا على الثورات والنعرات.......تلك الدول أحب تصنيفها إلى شعوب مطحونة كونها لم تعش فترات مستقرة مثل الآن..........مصر كمثال حيث تناولها الفرنسيين والأتراك والانجليز والقيادة الحالية........جميعها قيادات قامت بتطحين هذا الشعب وجعله صائغا لعجن خبز الرغيف الشقيان من طحينه.......لا نستغرب تصرفاتهم بعضهم الاستبدادية الباحثة عن السلطة ولو على نطاق ضيق........نزل المصريين وسيطرتهم على الوزارات الخليجية في بداية عهد النهضة بالخليج وما أدت قيادتهم إلى خلق نماذج من البيروقراطية التعسفية العجيبة التي يستصعب بلعها..........ونرى بالجانب الآخر الفلسطينيين وسيطرتهم على مراكز التعليم من تلك القسوة الرهيبة والصراخ المزعج وعدم الاحترام والتقدير متحولين بذلك إلى مخلوقات حاقدة على أبناء الخليج كونهم أصحاب أوطان وهم بالعكس صحيح..........وبذلك أبين نعمة العيش والتكريم الإلهي الكبير أننا أبناء هذا الخليج العظيم.....دون النظر إلى الألوان والى الشعارات الواهية......ولا أزيد.........ق

راعي الرنج وشريفة فاضل

عند مروري على شوارع مدينة الخبر الطويلة البعيدة متجها لزيارة الأقارب والأحبة في عرض الأسبوع.....كون الطريق مملة فلا بد من تشغيل بعض الأغاني الممتعة المسلية إلى نهاية الرحلة.....خاصة أغنية (راح منك يا عين)......للفنانة الرائعة المعتزلة شريفة فاضل (أم الشهيد)......أثناء استماعي وطربي لها من خلال جهاز الآي بوت (I Put) الالكتروني الحديث.....حيث أن أثير هذا الجهاز يتلاطم مع أثير وموجات السيارات خاصة عند إشارات المرور مما يدل على الحياة الفارهه التي يتمتع بها سكان مدينة الخبر كون الغالبية يقتنون هذا الجهاز بالخلاف تماما مع اشارت مدينة الدمام حيث أن أثيري وموجات جهازي هي الوحيدة بالإشارة!!!
فجأة!!!.......أتفاجأ بتلك السيارة الفارهه التي تقوم بالتكبيس لدرجة الإزعاج والتخويف عند مدخل طريق الأمير سلمان من جهة حي الهدا بالخبر.......قمت بالوقوف لأرى ما يريد ذلك المزعج.......ما رأيته من فخامة ولمعان تلك السيارة التي حتى لم أكن اعرف اسمها إلا لاحقا كوني جاهل بالسيارات الفخمة........طبعا! كوني امشي على نظريه مد رجولك على قد لحافك........وأيضا لوحتها لما بها من تميز الرقم والحرف........إضافة إلى أناقة من نزل منها وما لاحظته من وجهه بتحليلي انه من الطبقة المخملية التي لا تعرف تعب العمل وشغف العيش وقسوة الحياة.
نزل ويسبقه بالنزول ذلك الشخص الأسود المرافق له مما زرع الخوف في قلبي.....كون هذا البرتوكول لا نراه إلا عند أبناء العائلة المالكة........حسبت نفسي ارتكبت خطيئة وأنا لا اعلم........لكني كنت متماسكا كونه كان متجها إلي.......لكني كنت متماسكا كونه كان متجها إلي بتلك البسمة الفياضة والطله الهياضة......ألقى السلام بكل ذوق واحترام.......صافحني........اعتذر عن طريقة إيقافه لي وطلب مني ذلك الطلب الغريب؟؟؟!!!
طلب مني الأغنية التي كنت انطرب لها.......وسط دهشتي واستغرابي لطلبه..........فبين لي انه كان يبحث عنها في المواقع الغنائية لكن دون جدوى بمعرفة اسم المطربة واسم الأغنية........كونه استمع لها في احد مقاهي الحسين بالقاهرة أثناء إجازة الربيع.
لا اخفي سروري بتلبية طلبه بان عطيته المعلومات المهمة ليصل إلى ملف الأغنية وتحميلها........وأيضا سروري بان هنالك شباب من جيلي باقون على حب الطرب الأصيل........لكن السؤال الذي يطرح نفسه.......هل تصل الجرأة إلى هكذا لطلب شئ؟...........ولا أزيد ...........ق

20‏/03‏/2009

أحن لخبزك...أمي قماشة

منذ نعومة اظفاري......وأنا لي والدتان أمي حفظها الله وجدتي رحمها الله.........كلاهما أحاطاني بالحب والحنان......تميزا برحابة الصدر وبشاشه الوجه.......ما يضايقني يضايقهم وما سيعدني يسعدهم.......إلى أن أتى موعد وساعة القدر بفراق قماشة الجدة الغالية........ذلك اليوم القاسي المخيف......لكن ظلت في ذاكرتنا وفي وجداننا نتذكرها في كل صغيرة وكبيرة رحمها الله.......الأم كائن عجيب به من الحنان به الرقة الشي العظيم.......أن في عيد الأم تجديد لأعمالها الفضيلة وصفاتها الرائعة وزيادة الارتباط والتسامح........الأم هي ذلك المنجم الذي له نرتاح عند رؤيتها وعنده ننهال بما نحسه ويضايقنا في حياتنا.
قماشة.......ذلك الاسم القديم الجميل الذي يرمز للقماش أي اللؤلؤ ومفرده قماشة أي اللؤلؤة..........تلك المرأة التي عاشت كافة أطوار وتغيرات الحياة...........دخلت عالم العصرنة والحداثة وهي خائفة من أن يؤثر عليها أو على أبنائها أو أن يفرقها لكنها سنة الحياة..........كانت تعيش تلك الحياة الجميلة المطمئنة البعيدة جدا عن صخب الحياة ببيوت الطين العتيقة برائحة أزقة مدينة كانت الأجمل والآمن تتنقل بفريات عده لتصل إلى جارتها أو أختها أو صديقتها.......كانت لا يشغلها إلا تربية أبنائها والإشراف عليهم والاهتمام بزوجها ورعاية أخوتها وأخواتها كونها كانت الحنونة بين أخوتها والحبيبة بين أفراد أسرتها وجماعتها.........عند انتقالها لمدينة الخبر كانت الحياة مختلفة حيث بدت بوادر النهضة السعودية بعهد الراحل الفيصل بإلقائها جواز الصقر واقتنائها جواز السيفين والنخلة.......قررت أن تبدأ حياة جديدة بأبنائها حيث أن مستقبلها وأبنائها هنا في بلدها ليس في غربتها.........استقبلتها بقسوة بخطف أبنائها وبناتها لنصيبهم.......وفرحتها غامرة بأحفادها الذين أحاطوا بها وأحبوها كونها الرمز والمتنفس ذو الصدر الوسيع الكبير.........رحمك الله يا قماشة.
آهٍ يا أمي...........كم أحبّكِ.........يا رائحة الجنّة الموعودة........و يا طيورَ الفجر........وكأسِ الماء البارد........يا ندى الصباح...........يا ضوءَ الشمسِ بعد اكتحالِ السماء.......احبك............آهٍ يا أمي...........يا عبقَ دهون العود............أحبك.........ق
كيف يمر عيد الأم من دون أن نسمع لأغنية الراحلة فايزة أحمد........ست الحبايب يا حبيبة..........أترككم مع أحلى الكلام مع شعر الراحل محمود درويش التي غناها الفنان الكبير الراقي الكبير مارسيل خليفة...
أمي
أحنّ إلى خبز أمي
وقهوة أمي
ولمسة أمي..
وتكبر فيّ الطفولة
يومًا على صدر يوم
وأعشق عمري لأني
إذا متّ،
أخجل من دمع أمي!
خذيني أمي، إذا عدت يومًا
وشاحًا لهدبك
وغطّي عظامي بعشب
تعمّد من طهر كعبك
وشدّي وثاقي ..
بخصلة شعر ..
بخيطٍ يلوّح في ذيل ثوبك ..
عساني أصير إلهًا
إلهًا أصير ..
إذا ما لمست قرارة قلبك !
ضعيني، إذا ما رجعت
وقودًا بتنور نارك ..
وحبل غسيل على سطح دارك
لأني فقدت الوقوف
بدون صلاة نهارك
هرمت، فردّي نجوم الطفولة
حتى أشارك
صغار العصافير
درب الرجوع ..
لعش انتظارك !

نوال...قيثارة الخليج

بدأت مسيرتها الفنية بكل ثقة وقوة وجعلت من السنين مثار خبرة واستقامة لطريقها الفني العريق..........اثارت اعجاب الخليجين والعرب باغنياتها الرائعة بل اكثر من ذلك شخصيتها الراقية وثقتها الجميلة وتعاملها اللبق مع جمهورها محترمة اذواقهم متطلعة لارضائهم على الدوم وهذا ما شاهدناه في مسرح هلا فبراير الكويتي الاخير بحفلتها............بتزايد حرارة الصالة وبعد الانتظار والترقب لمشاهدة نجمة الحفل وعروسة الكويت نوال................وأثناء صعود نوال وبينما كان الخوف والرهبة يتملكانها...........فجأة صعد النجم الشعبي بلال الشامي برفقة فرقته.......... ليقدم تلك الزفة الرائعة الكويتية............وغنى لها هلا نوال.......ثم (تستاهلين الزين)......... ومع تصفيق الجمهور وفرحته............بكت نوال فبادر الشامي بالغناء لها مجددا (تهنيتي يا نوال)..........بعدها غادرت فرقة الشامي المسرح ثم خاطبت نوال جمهورها قائلة: (انتم أحبابي وفي قلبي....وأنا متأكدة أن كل أهلي حاضرين وقاعدين يباركولي اليوم)............. حيث تم عقد قران المطربة نوال الكويتية على الملحن الكويتي مشعل العروج المشرف على ألبوماتها في السنوات الأخيرة في يوم 4 مارس 2009 ميلادي.
وللمعلومية شاركت نوال بالغناء بصوتها فقط في مهرجان الجنادرية الذي أقيم في عام 1998 وذلك بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية وكانت هذه أول مرة تشارك مطربة في هذا المهرجان لتكون أول امرأة تغني في أوبريت وطني سعودي بالسعودية.
نوال سيري بصوتك إلى ابعد مدى واجعلي من حياتك نوراً ورضا........ولا أزيد.........ق

قصة حلاوة أم علي

ارتبطت هذه الحلوى بملكة مصر شجر الدر..........الملقبة بعصمة الدين أم خليل..........تركية الأصل........ وقيل أنها أرمينية..........كانت جارية اشتراها السلطان الصالح نجم الدين أيوب ..........وحظيت عنده بمكانة عالية حتى أعتقها وتزوجها وأنجبت منه ابنها خليل.........شجرة الدر حكمت مصر ثمانين يوماً..........دخلت وقائع سنة أربع وخمسين وستمائة هجرية وفيها دبت عقارب الفتن بين الملك المعز وزوجته شجرة الدر............. فتغيرت عليه وتغير عليها........ لأنها كانت تمن عليه في كل وقت وتقول له: لولا أنا ما وصلت أنت للسلطة! وكانت ألزمته بطلاق زوجته أم ولده الأمير علي فطلقها..........وكانت شجرة الدر تركية الجنسية شديدة الغيرة............وبلغها أن الملك المعز أرسل يخطب بنت بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل فصار بينهما وحشة من كل وجه............إلى آخر القصة التي انتهت بأن أرسلت إليه خمسة من الرجال قتلوه بالقباقيب في الحمام............أما ابنه علي فقد ألقى القبض على شجرة الدر وقتلوها بالقباقيب وألقوا بها في الشارع............وجاء اللصوص فجردوها مما بقي من ملابسها............وابتهجت أم الأمير علي وصنعت الحلوى المعروفة باسمها حتى اليوم من الخبز في اللبن والسكر مع الزبيب...........ولكن أم علي الأصلية كانت أكثر بشاعة...........فأم علي الأصلية صنعت الفتة من الخبز واللبن والسكر وقطع من جسم شجرة الدر وخاصة حلمتي ثديها!!!..........ويرمز لهاتين الحلمتين ألان بالزبيب!!!!!!
حكمة استسقيها من قصة شجرة الدر والمماليك............أن الدول لا يحكمها إلا نخبة شعوبها وأعلاهم ليس عبيدهم ومماليكها..........مهما دارت الدنيا يظل الحر حراً............والمملوك مملوكاً............تبقى الأسود اسودا والكلاب كلابا.................ق

حليمة مظفر...وذكورية المجتمع

الاديبة حليمة مظفرحريق خيمة أمسية حليمة في الجوف
الرجل ينظر لما تحت الكرسي حين تجلس المرأة!
بهذه العبارة استغرب الكثير من المتابعين والمهتمين بالحركة الثقافية والأدبية في المملكة من التصريحات الأخيرة التي أطلقتها حليمة مظفر خلال الحوار الذي أجرته مع صحيفة إيلاف الاليكترونية...........حيث ذكرت أن المرأة هي عنصر ضروري ينبغي أن لا يغيب في أي نوع من أنواع الأدب........ كما الرجل تمامًا......... ولكن تركيزنا عليها بشكل جنسي جسدي.
تخبر الأخت حليمة كاتبتها في جريدة الوطن (أتيت منصة التوقيع، وفوجئت حين وصولي برجلين من الهيئة ينتظران قدومي، واقترب أحدهما ليحدثني أن ألتزم بالحجاب لكوني كاشفة الوجه، وهو مما اختلفت فيه المذاهب الفقهية، ولطالما أكد خادم الحرمين الشريفين أبو متعب الذي قاد حوار الحضارات على تقبلنا للآخر تحت سقف الوطن والدين، ورغم شكري لهما على النصح، إلا أنهما أزعجاني باستفزازي خلال ساعتين من الزمن، لإجباري على الانسحاب، إذ فوجئت بإحضارهم حرس الأمن ورصهم كجدار أمام منصة التوقيع ومنعي الخروج منها، ومنع زوار المعرض الاقتراب بطريقة مزعجة وتخصيص التوقيع للنساء فقط، والنتيجة أن النساء أهابهن منظر وجود خمسة من حرس الأمن، وستة جنود تقريبا فيما يقف رجلان من الهيئة بوجوه متجهمة، كل ذلك لأني أوقع كتابا ولم أكن أرتدي حزاما ناسفا ؟! بل أي تشجيع للثقافة وإثرائها وهم يطوقونها بهكذا منظر مضطرب يخيف الطامحين والطامحات ويصدهم عن الاقتراب منّا !؟.
إن هذا الأمر إخواني القراء الأعزاء لأمر مزعج ومخجل وأعتبره إهانة لكرامة المثقفين والأدباء السعوديين والعرب............إلى متى ستظل سلطة الرجل وخاصة صنف الأخوان المسلمين باحتقار وتهميش المرأة وتصوريها كأداة فطرية محرمة.......وما كان إحراق الخيمة المقامة على شرفها في النادي الأدبي في الجوف إلا خير دليل على ما أقول.......نساء المملكة ثقتهم عاليه بقادتها الرشيدة لدرء كل تلك المفاسد المشينة لسمعة المملكة وسمعه نسائها الكرام وخاصة أديباتها..............قلوبنا وتضامننا معك أختي حليمة مظفر.............ولا أزيد...................ق

14‏/03‏/2009

يا عراق...يا سيد الحضارات والإنسان

العراق...عراقي...عراقنا...بكل ألفاظه اللغوية المنتسبة له...كبير بحضارته وتاريخه...ذلك الكيان البشري الرائد...ذلك البلد العظيم المميز...سومر...بابل...دلمون...عيلام...وغيرهم من العهود الذهبية المتلاحقة لعهد الكبير العظيم...استشهد بأهم رموز الأدب والثقافة العراقية العالم الجليل الأستاذ الدكتور كاظم حبيب...المربي الجليل الأستاذ حامد الحمداني...الشاعر الجميل الأستاذ الدكتور عبدالإله الصائغ بقولهم عيون حضارتنا ودعاماتها المتجذِّرة في وطن المجد وشعب الحضارة العراقية.
في حضارة وادي الرافدين مصادر متنوعة ثرَّة غنية جمَّة.. فمنها الفلاح البسيط والراعي والعامل وأولئك الذين ارتادوا أول مدارس العلم وتخرجوا فيها ليؤسسوا لفنون الأداب والعلوم... ومنها وفيها أيضا مسيرة عشرة آلاف عام من التاريخ المكتوب هي سيرة علماء وطن الرافدين ومجد الحضارة البشرية...هؤلاء الذين اغترفوا من منهل كل الإرث التاريخي للعلوم وللآداب والفنون التي ابتدعها العقل العراقي طوال تلك العصور والدهور.. وها هم اليوم يضعون بلسم علومهم ومعارفهم وآدابهم على جروح الزمن ليضمِّدوها ويُنـْبِتوا أطايب الأزاهير في جنائنها السرمدية.
في مقابل أعلامنا وتاج بلادنا من أكاليل غار الرِّفعة والسؤدد نجد بين الفينة والأخرى بعضا ممَّن وضعوا أنفسهم في موضع معاداة الحضارة الإنسانية, يهاجمون منتجي الثقافة وأعلامها الكبار. وفي الآونة الأخيرة خرج علينا بعض نكرات السياسة والكتابة والكياسة بما يتضافر مع زعران جرائم الموت والتقتيل الذي يحل بأهلنا وبما يتناغم وليس فيه من نغم مع طبول الحرب الدموية الدائرة ضد الإنسان والفكر الرصين, خرج أولئك علينا بنصوص من الشتائم والاتهامات مما لا يقع في حساب غير حساب ترهات الإساءة لا إلى الشخصيات الوطنية المعنية بالأمر حسب بل إلى كل عراقي سومري نزيه.
وهذا ما يجعلنا المرة تلو الأخرى نقف بوضوح للتصدي لأولئك ولسمومهم من التهديدات والاتهامات ومحاولات التشويه التي يتعرضون بها للوطنية.. ولا نترك مفكرينا وعلماءنا وأدباءنا لوحدهم يقارعون من أجل إبداع حضارة الإنسان وكرامته وقيمه ويقارعون من أجل سلامة وجودهم وتحصينه وحراسته. ها نحن سويا في الطريق مهما كان وعرا وصعبا ومعقدا.

موضي ونورية...بين التحدي والجدية

موضي ونورية....سفينتان تصارعان الأمواج.....موج الأعداء......موج العذال......موج المجتمع المتصدع......موج محاربي الحرية.......موج مشجعي تهميش المرأة.....موج الرجولية الجشعة.......أمواج متلاطمة بتيارات ضخمه حاطت بهاتين السفينتين اللاتي صمدتا إلى أن وصلتا إلى بر الأمان حيث حصدتا على حب وثقة القيادة الكويتية والشعب التي بحصولها تكمن مواطن النجاح وتكمل فصول الإخلاص والثبات.....فصول.....في ذكري للفصول دعني اذكر توصية اللجنة التشريعية في مجلس الأمة الكويتي بعدم جواز توزير موضي الحمود ونورية الصبيح........حيث لم تتقيدا باللباس الشرعي وتوزيرهما باطل وفق هذه التوصية ......... اللجنة التشريعية لم تجد أمامها من مواضيع سوى اللباس الشرعي لموضي ونورية......بإعلام القراء الكرام الوزيرتان كانتا من أول نساء الخليج في مغادرة أوطانهم وأهلهم إلى بلاد الغرب للدارسة وتطوير ذاتهم والرجوع بأعلى الشهادات لخدمة وتنمية البلد الذي أكرمهم ويعطيهم أكثر مما يقدموه .....الديمقراطية بالكويت تنتحر على أيدي هؤلاء الذين لا يفقهون معنى الديمقراطية ولا يفهمون بان للديمقراطية قيمها وإنها كفكرة وفلسفة فهي مستوردة ومرتبطة بالغرب وكان الأحرى بهم تكفير الديمقراطية والإفتاء بعدم جوازها ومن ثم يقاطعون المجلس ويعملون على إقامة دولة الخلافة التي يحلمون بها...........نتمنى أن نسمع صوت العقلاء في مجلس الأمة وإلا فلنقل وداعاً للديمقراطية إذا كانت ستنحى هذا المنحى الخطير............ يجب على الناخبين الكويتيين أن يضغطوا على ما يسمى بالنواب الإسلاميين لكي يتخذوا مواقف متناغمة ومتسقة......... خاصة في القضايا الكلية والمصيرية وأن يبروا بوعودهم أمام ناخبيهم........... لا أن يتصرفوا وفق ما تمليه عليهم مصلحتهم الشخصية أو الحزبية أو المناطقية أو القبلية!!!...................المرأة جزء أساسي في تكوين المجتمع لا يمكن بتره.....المرأة والرجل مكملان لعجلة التقدم والتنمية........كما يذكر الدكتور طارق الحبيب المتخصص في علم النفس في برنامج اضاءات للإعلامي تركي الدخيل أن المرأة همشت لعقود والى الآن.......الف تحية تقدير واحترام لمعالي الوزيرتين سيدات امارة الزبير الكرام...........ولا أزيد.............ق

العقيلات 3 من 3

في الحلقة الثالثة والأخيرة من سلسلة تسليط الضوء على العقيلات السفراء الكرام ودورهم الريادي في تلميع سمعة منطقة نجد في مختلف انحاء الوطن العربي. كان العقيلات أكثر النجديين مسايرة للتحديث................ اختلط رجال العقيلات بالعناصر الوافدة من الشرق والغرب ، وتعاملوا مع كل لون وجنس . عرفوا الكثير عن العالم ومخترعاته، فاكتسبوا المعرفة، وواكبوا المدنية والحضارة، ولم يلههم ذلك عن ذكر الله بل زادهم تمسكاً بأهداب دينهم الحنيف. وقد شهد للعقيلات بذلك كل من رافقهم من جميع الأقطار العربية وغير العربية من المسلمين و النصارى واليهود رحالة كانوا أم تاجراً شهدوا لرجال العقيلات بحسن الخلق وبالعقل الراجح ، والتدبير السديد ، وبالشجاعة ، والأمانة والحلم و التعاون و الإيثار والشيم العربية الاصيله وغير ذلك من صفات المسلم الحق. يقول موريزي بأنه استطاع أن يعوض نقص معرفته باللغة العربية باستعمال اللغة التركية التي يعرفها الكثير من العقيلات كما يعرفون لغتهم من الثابت لدينا أن العقيلات كانوا من أوفر رجال نجد ثقافة وأكثرهم سعيا وراء المعرفة . يحكى أحد الرحالة من الذين توثقت صلاته بعقيل...........فيقول إنهم يستعملون المعاجم ويقرأون معلقات الشعر الجاهلي.............( يتحدث البعض منهم اللغة الانجليزية ) .
الشيخ فوزان السابق........ وكيل مملكة الحجاز وسلطنة نجد في مصر

يعتبر فوزان السابق من رجال الملك عبدالعزيز الأوفياء ومن وكلائه المخلصين إذ تعود علاقتهما إلى وقت استرداد السلطان عبدالعزيز للرياض عام 1319هـ/1902م فقد اشترك معه في معركة جراب عام 1333هـ ولكونه من تجار الإبل والخيل في الشام والعراق ومصر المعروفين بـ (العقيلات)، فقد اختاره سلطان نجد وكيلاً له على منطقة الشام، ومنذ عام 1344هـ/ 1925م أذن له الملك عبدالعزيز بالسفر من الشام إلى مصر كوكيل له تحت مسمى (وكالة مملكة الحجاز وسلطنة نجد) .................يعرفه العلامة حمد الجاسر في "جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد" بقوله: الشيخ فوزان ابن سابق بن فوزان آل عثمان (1275-1373هـ) ويجتمع آل سابق مع آل سند أهل القرينة في فطاي بن سابق بن غانم ابن ناصر بن ودعان بن سالم بن زايد من الدواسر وهم في الشماسية وبريدة بالقصيم ويؤيد ذلك الشيخ محمد العبودي في معجم أسر القصيم (مخطوط)
وورد في (كنز الأنساب ومجمع الآداب) للشيخ حمد الحقيل: "آل فطاي من الوداعين، يجتمعون مع أهل بلدة الشماسية في القصيم في سابق بن حسن، جد فوزان السابق.."
وورد في "معجم المؤلفين" لعمر رضا كحالة: "فوزان بن سابق بن فوزان آل عثمان البريدي، القصيمي، النجدي، من فضلاء الحنابلة، له مشاركة في السياسة العربية ولد ونشأ في بريدة من القصيم بنجد، وتفقه، واشتغل بتجارة الخيل والإبل، فكان ينتقل بين نجد والشام ومصر والعراق، وناصر حركة عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود مؤسس الدولة السعودية الحديثة أيام حروبه مع الترك العثمانيين في القصيم، وعين معتمدًا للملكة العربية السعودية بدمشق، ثم وزيرًا مفوضًا بالقاهرة، وتوفي بها وهو في نحو المئة.."
ويؤكد ذلك خير الدين الزركلي في "الأعلام" ويزيد عليه بقوله: "اتصل برجالات الشام، قبل الدستور العثماني، كالشيخ طاهر الجزائري وعبدالرزاق البيطار وجمال الدين القاسمي، ثم محمد كرد علي، وهو الذي ساعد الأخير على فراره الأول من دمشق، وقد أراد أحد الولاة القبض عليه، فأخفاه فوزان وأوصله إلى مصر. ولما كانت الدولة السعودية في بدء استقرارها عين فوزان (معتمدًا) لها في دمشق، ثم في القاهرة وصحبته اثني عشر عامًا، وهو قائم بأعمال المفوضية العربية السعودية بمصر، وأنا مستشار لها. وكان الملك عبدالعزيز، يرى وجوده في العمل، وقد طعن في السن، إنما هو (للبركة) ورزق بابن، وهو في نحو الثمانين، فأبرق إليه الملك عبدالعزيز بالجفر (الشيفرة): {سبحان من يحيي العظام وهي رميم!}. وجعله بعد ذلك وزيرًا مفوضًا نحو ثلاث سنوات. ثم رأى أن ينقطع للعبادة وإكمال (كتاب) شرع في تأليفه أيام كان بدمشق، فاستقال. وقال لي بعد قبول استقالته: كنت بالأمس وزيرًا وأنا اليوم بعد التحرر من قيود الوظيفة سلطان! وتوفي بالقاهرة، وهو في نحو المئة، ويقال: تجاوزها. أخبرني أن أول رحلة له إلى مصر كانت في السنة الثانية بعد ثورة (عرابي) ومعنى هذا أنه كان تاجرًا سنة 1300هـ. أما كتابه، فسماه (البيان والإشهار، لكشف زيغ.. الحاج مختار، ط)، نشر بعد وفاته، في مجلد، يرد به على مطاعن وجهها مختار بن أحمد المؤيد العظمى، إلى حنابلة نجد في كتابه (جلاء الأوهام عن مذاهب الأئمة العظام، ط)، قال فوزان في مقدمة الرد عليه: كان حقه أن يسمى (حالك الظلام بالافتراء على أئمة الإسلام!). وكان من التقى والصدق والدعة وحسن التبصر في الأمور والتفهم لها، على جانب عظيم. وضعف سمعه في أعوامه الأخيرة، إلا أنه ظل محتفظاً بنشاطه الجسمي وقوة ذاكرته ودقة ملاحظته إلى أن توفي.
وقد قدرت المملكة جهوده وكرمته بتسمية أحد شوارع العاصمة الرياض باسمه وكتب في (معجم أسماء شوارع مدينة الرياض وميادينها).
الشيخ عبدالله البسام فقد ترجم له في (علماء نجد خلال ستة قرون) وقال عنه: «... وأخبرني أن أول رحلة له إلى مصر كانت في السنة الثانية بعد ثورة عرابي ومعنى هذا أنه كان تاجرًا سنة 1300هـ وكان من التقى والصدق والدعة وحسن التبصر في الأمور والتفهم لها على جانب عظيم» أ هـ. من كلام الزركلي ملخصًا. أما الدكتور عبدالله الوليعي فقد كتب عنه باستفاضة في كتابه (الشماسية) على اعتبار أنه من أهالي الشماسية وإنما ولد في بريدة. وزود المعلومات بمجموعة كبيرة من الصور التي تجمع فوزان السابق بالزعماء سواء من المملكة أو من مصر. وقال: «... وعندما قدم الشيخ فوزان بريدة اشترى بيتًا كبيرًا مجاورًا لمسجد الملك عبدالعزيز بالجردة الشهير بمسجد حسين العرفج إمامه السابق، فأشار الشيخ عمر بن سليم على الشيخ فوزان بإدخال البيت في المسجد، وإعادة بنائه فوافق، وقد تولى الشيخ عمر -رحمه الله- الإشراف على بنائه (...) وقد ولد له ولد في 22/3/1939م (1359هـ) سماه محمدًا بعد أن كبر سنه حيث إن أبناءه الذكور يموتون قبل البلوغ فلما بلغ الملك عبدالعزيز -رحمه الله- الخبر فرح لذلك وأراد أن يداعب الشيخ فوزان فأرسل له رسالة فيها (سبحان من يحيي العظام وهي رميم) وقد شب محمد وتخرج من مدرسة الإبراهيمية الثانوية عام 1958م، ومن كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1964م، وبعد تخرجه التحق بوزارة الإعلام وعمل بها في جدة، وقد ابتعث للدراسات العليا بالولايات المتحدة ثم حصل على درجة الماجستير في القانون الدولي من جامعة جورج واشنطن عام 1973م. وبعدها عاد للعمل بوزارة الإعلام بالرياض. وقد تدرج في المناصب حتى وصل إلى كبير مستشاري الوزارة الذي بقي فيه حتى وفاته في 3 رمضان عام 1419هـ.
عيسى الرميح........ من أمراء العقيلات .......... إذا خرج على رأس القافلة مهما كان عددهم ينادي المنادي ( اسمعوا يا عقيل ) غير مسموح لأحد بأن يوقد النار، فإن ( المضيف )مفتوح للعقيلات ورجا جيلهم وقد تعود العقيلات بأن لا يعصوا أمراً يقره عيسى الرميح.
يقول احد العقيلات : سافرت مع ركبه عام 1356هـ وكانت القافلة تزيد على مائتي شراع وتجمعنا في "مورد قصيبا" وكان به ( عين ) ونخيل لعيسى الرميح فشربت القافلة وتجهزنا للمسير ، وصاح المنادي –غير مسموح لأحد بأن يوقد ناراً وطوال رحلة القافلة من قصيبا حتى وصلنا إلى عمان ورجال القافلة من تجار وغيرهم يأكلون ويشربون في شارع عيسى الرميح.
ونزلنا على الغور ( وادي الأردن ) وأقمنا الشتاء ما بين أريحا والفارعة في الضفة الغربية لنهر الأردن وأقيمت المخيمات وعددها يزيد على مائة وخمسين شراعاً وفتح ( المضيف )للأكل والشرب وطوال الشتاء والجميع يأكلون ويشربون على حسابه وإذا جاء شهر رمضان المبارك أقام ديوانية في مدينة القدس وبيت كبير يقيم فيه الولائم للفقراء والمساكين حتى ذاع صيته لدى الحاكم العسكري في مدنية القدس ، وهو إنجليزي، فدعاه إلى مكتبه لكنه لم يذهب بل صرف الرسول قائلاً "إذا أردني عليه الحضور إلى بيتي المفتوح وهذه دعوة مني للحكم لزيارة معسكرنا في الغور وكانت حفلة كبيرة دعي إليها الحاكم وكبار المسؤولين ودأب الحاكم بعد ذلك على زيارة عيسى في بيته في القدس وفي المخيم حيث تقام الولائم التي يحضرها الجميع.
وفي إحدى الولائم قدم إلية الحاكم وثيقة موقعة بإقطاعه أرضاً تمتد من شمالية ( عين أريحا ) حتى مرتفع مرتفع جبل الفارعة وقرب نابلس لكن عيسى رفض هذه الوثيقه شاكراً للحاكم هديته قائلاً " إن ما أقوم به من خدمات لأبنا بلدي وما أقوم به من إطعام للمساكين إنما هي طبيعة وهبها الله لي ولا انتظر إحسانا من أحد وخاطبه بلهجته النجدية : ( إن محضارا) بالصيف في نخلى بقصيبا تسوي عندي الدنيا وما فيها.
محمد العبدالله البسام ......... من أمراء العقيلات ..............اشتهر بالكرم وذاع صيته لدى الحكام ، وأيام حكم محمد العبد الله الرشيد ، كان ماراً بمدينة حائل وحضر للسلام عليه ، وفي مجلسه بدأ يداعب ابن بسام قائلاً : يا محمد أنت (تدور حكم) في كرمك وعطاياك . فرد عليه قائلاً : يا طويل العمر الحكم يبي أهله ، وأنا رجل تاجر أدور المكسب ، ولما تربح تجارتي العشر عشرين نجود من فضله على الناس ، وهذا مكسبنا من التجارة ، ما ندور حكم إلا دعاية لبلادنا وسمعته .
حمود البراك........... من امراء العقيلات ............. في عام 1340هـ حصل وباء في الشام ، أصاب الكثير من الناس ، ومن العقيلات ثمانون شخصاً ، فخاف حمود عليهم ، فما كان منه الا ان ذهب الى احج النجارين وطلب اليه ان يعمل (كوايج ) هوادج عددها اربعين وبعد ان جهزها النجار اشترى خمسون حصيرة ووضع الهواد على اربعين منها وحمل كل اثنين على جمل وجهز باقي الجمال بالامتعة والاكل وخرج بهم من الشام الى بلادهم يعولهم وهم مرضى .
وبعد ان خرجوا الى الصحراء وقابلهم هواء الصحراء العليل حتى رفع الله عنهم الوباء وشفي الجميع فعند ذلك اوقدوا بالهواد وركبوا الجمال عائدين الى بلادهم شاكرين لحمود هذا الكرم.
أقوال الرحالة في العقيلات:
يقول موريزي بأنه استطاع أن يعوض نقص معرفته باللغة العربية باستعمالة اللغة التركية التي يعرفها الكثير من العقيلات كما يعرفون لغتهم . من الثابت لدينا أن العقيلات كانوا من أوفر رجال نجد ثقافة وأكثرهم سعيا وراء المعرفة.
يحكي احد الرحالة من الذين توثقت صلاته بالعقيلات ,فيقول أنهم يستعملون المعاجم ويقرأون معلقات الشعر الجاهلي.
يقول الرحالة هنري ليارد ان العقيلات يهتمون بمرافقهم ويدافعون عنه في رحلاتهم ويعاملونه بلطف ذكر الرحالة انه اصطحب اثنين من رجال العقيلات يقول في الليل كان مرافقاي حذرين جداً , فكل شجره يأخذا حذرهما منها أي من الذي ورائها ,كانا يسترقان السمع حتى يبدو الحفيف لهما وكأنه حوافر الخيل , ولم يكن ذلك الحذر وليد خوف وحين أدركت كل هذا الحذر نمت آمنا .
يذكر الرحالة وللفرد بلنت وزوجته أن العقيلي الذي رافقهم أحسن الذين تعاملوا معهم أخلاقاً وأعلاهم همة وأكثرهم أهلا للثقة. ما قاله المؤرخ الدكتور أحمد قدري عن العقيلات وبسالتهم وما أبدوه من شجاعة في تلك الحرب هو شهادة لهم على أهمية ما قاموا به من دور في تلك الحروب، وأجزم بأنه لو كان في تلك المعارك سواهم من القوات العربية الأخرى ولهم دور بارز فيها لوجدوا من الإشادة بهم أكثر مما لقيه من رجال العقيلات من الثناء خاصة وهم يدافعون عن أراضيهم، بينما رجال العقيلات مشتركون في الدفاع عن الأراضي العربية.
شهد للعقيلات كل من رافقهم من النصارى واليهود رحالة كان أم تاجراً بحسن الخلق, وبالعقل الراجح, والذكاء المفرط, وبالشجاعة, وبالأمانة, وغير ذالك من صفات المسلم الحق.

06‏/03‏/2009

الجنادرية...وطن الشموس

بانطلاق الهجانة يوم الأربعاء الماضي توج مهرجان الجنادرية الوطني مسيرة ربع قرن من التميز والإبداع والتطور.............تلك الفكرة الرائعة الرائدة من قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز...............ربع قرن هو عمري.............ربع قرن هو عمر المهرجان............أتمنى أن يصل إن شاء الله إلى الأربعين سن النضوج حيث يصل المهرجان إلى ميراث ومنارة ثقافية عالمية تتطلع إليها شعوب العالم من كل مكان...............كمهرجان ثقافة التانجو بالبرازيل ومهرجان الطماطم باسبانيا ومهرجان الزهور بهولندا وغيرها من المهرجانات الثقافية التي تفتخر بها شعوب العالم وتتطلع لها جميع الشعوب...............اوبريت هذا العام تميز وانفرد عن غيره.............من حيث التجهيزات الحديثة والتكنولوجيا والإمكانيات العالية المستخدمة في تقديم الفقرات..............تكامل الشعر والتمثيل والغناء والمسرح والرقص..............خمس فنون تكاملت في وقت واحد بلوحة هندسها مهندس الكلمة صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن ذلك الرائع الرائد الفريد المتميز حيث سماها سموه باسم (وطن الشموس) دلاله على شموس الحكام الستة السابقين في حكم البلاد الخالدين في قلوبنا................يشرق الملك ملك القلوب............على وطنه من منبر الجنادرية ويستقبل العالم صورة سعودية واضحة الملامح تروي حديث الأرض وتاريخ أهلها محملة بثقافتها المتنوعة........... من تبوك إلى جازان ومن جدة إلى الدمام. إبداع الفنانين محمد عبده وراشد وعبدالمجيد وعباس وتحاورهم وتفاعلهم ومحاكاتهم مع الممثليين راشد وحسن............... سرد اوبريت وطن الشموس لوحات تاريخية جميلة تنقل بها فريق العمل في العديد من اللوحات المقدمة............. لوحة استعراضية تسرد تاريخ الحروب الصليبية وأخرى حروب المغول تتخللها دراما تمثيلية برفقة خيول يمتطي صهواتها فرسان يرتدون أزياء المحاربين القدامى ...............إضافة إلى لوحة الفئة الضالة وخفافيش الظلام...................إبداع إبداع إبداع.............يستحق الشكر والثناء لكل من قام بإخراج هذا العمل الجبار بهذه الصورة الخلابة..................اسرد القليل مما أبدع به بالجنادرية................... من ألف عااام من ألف عاام ... مريت من هذا الطريق من الف عام... أذكرك من ألف عام... مريت في الزمن العتيق ...كنت الندى وكنت الحريق" يحن البدر ومعه الوطن للمجد القديم!! أنا كنت في الظلماء.... وكعادة البدر مرافقا للشمس ...بان فجرك يافتى الصبح بان... ألف عام من حمل الرسالة والدعوة والمجد!! أخضًر كل شيء من حول الشمس وأصبح للشمس وطنا أخضر!! بالشهادة البيضاء الليالي كانت أكبر من خيالك ومن خيالي ...مجد وعز وإنكسار وفقر!! حياة خالية من كل شيء إلا من الرجال!!"الفقر فقر الرجال... ثم ثم ثم يوصلنا البدر لعصر السعد وعصر آل سعود ومعهم لابد للمجد أن يعود!!!,ويستمر بدر الوطن في وصف المسيرة بريشة كلماته............ رائع بدر بن عبد المحسن صح لسانك يا بدر..............ولا ازيد.................ق

الفرية...رابط الحب والندم

في أجواء التراث الجميلة...........حول مزارع منطقة الوفرة الكويتية..............برائحة التراب والنخل ببراعة الممثلين ودقة المنفذين...........خرج للنور مسلسل الفرية الذي حاز على أعلى نسبة مشاهده في الخليج حيث جسدت العملاقة حياة الفهد دور أم مبارك تلك الزوجة الصالحة القائمة بعائلتها المحبة لزوجها وولدها...... الودودة مع كنتها.......الفرية هي ذلك المنفذ الرابط بين البيت والجار مما يشكل ترابطا قريا وحفظا اجتماعيا وخصوصية للمرأة لتلك الفترة المحافظة............ربت أم مبارك بنت جيرانهم حصة بحب الأم الحقيقي وحنانها المعهود...............لم تتخيل يوما أن تكون وتحتل مكانا في قلب أبو مبارك الذي انسحر بغمزاتها.........وتأثر بحلاتها ودلع حركاتها.....خاصة لما وقت وغنت له (يا سعود باقي من الشهر 25 ما شفت خلي اويلاه...ماشفت خلي اويلاه ...خايف عليه من القهر وسط البساتين ...شرقي حولي اويلاه)......بكونه رجلا لم يقاوم فكسر صمته وتزوجها بزرع جرح أليم وطعن عميق في قلب زوجته ام مبارك التي انصدمت بحبها وتضحياتها التي اندرجت بسراب رقص السامري بزواج سعود وحصه بدهشه كبيرة وصدمه مخيفة في أنظار الحاضرين............رقصت بثقة متكبرة بتمايلها........متدلية بوشاحها.........مائلةًً برأسها........محركة شعرها.......زافره بدموعها.....واثقة من نفسها. حصة وقفت وندمت وصاحت لما عملت.............سعود نبض بالبكاء والحنين والشوق لرجوع مياه نهره إلى ام مبارك كالسابق..........ضعف وهرم وتعب ومرض............انه العشق..........انه الحب.............آه ه ه من الحب الذي ينبض ويبعث حبا مجيدا مزروعا بين اثنين بعشرة لا يمكن تناسيها.............ذهبت حصة لاسترضائها وأصبحت تقف لها في الطرقات وتعتذر منها بدموع غزيرة ونفس منكسرة وحسرة تقطع نياط القلب وتتشفع بذكريات الطفولة والجيرة طالبة العفو والغفران متكئة على طيبة قلبها المعتادة وكرم نفسها...............أبو مبارك وصل إلى مرحلة وداع هذه الدنيا لحزن وحسرة لا تقاومان...........ركضت أم مبارك بلاشعور من غير عباتها........ركضت والدموع أغرقت طريقها السالك...........بتحليل أم مبارك لسعود فارق الحياة............رحل سعود..........وبقي أبنائه من حصة وبقيت باقي أفراد أسرتها من حولها.......لم تظن يوما أن تكون لحالها.....نعم لحالها.....بفراق الحبيب....انه أصعب إحساس بهذه الدنيا.......المسلسل بصفة عامه.............بدل أن يكون العمل رسالة للأزواج بأن يفكروا ألف مرة قبل الزواج على زوجاتهم ............أصبح حلم النساء أن يتزوج عليهن أزواجهن ولكنهن يردن ضمان أن يحصل بأزواجهن ما حصل مع أبو مبارك........... لذا كان ما حصل مع أبو مبارك وبهذه السرعة مجرد خيال...............شكرا سيده الشاشة الخليجية................ولا أزيد...............ق

المريمان...أم لسان الباقية وحبابة الخالدة

مريم الصالح ومريم الغضبان......أم نواف وأم محمد.......أول من ظهرت على المسرح والتلفزيون والأخرى هي الثانية.......الأولى سماها المخرج الراحل زكي طليمات حرف الألف (أ) لتمييز الصالح وحرف الباء (ب) لتمييز الغضبان........ثنائيان لم ينظرا لاختلاف مذاهبهما.....كون الأولى سنية والثانية شيعية مما يدل على عمق الرابط الإنساني والوطني بعدم النظر لتلك الأمور السطحية..........ثنائيان تميزا وقدما أجمل وأحلى المسلسلات والمسرحيات والأعمال الفنية........كلاهما خطا بشجاعة نحو صعود خشبة المسرح في وقت كان فيه المجتمع الكويتي منغلقاً وكانت أول مسرحية لها هي مسرحية (صقر قريش) عام 1960م وقد كانت سبباً صعود زميلتها الفنانة مريم الصالح إلى خشبة المسرح.......صورتهما في ذهن أبناء الخليج على مر سنوات من خلال ما قدمته عن أعمال خلدتها في الذاكرة..........أطال الله في عمر أم نواف........ورحم الله أم محمد........ على إثر صراع طويل مع المرض حيث بدأ بالسكر الذي تسبب لها في العمى وعلاجها في المملكة على نفقة أمير الإنسانية الراحل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد رحمه الله........... حالة من الحزن عمت الأوساط الفنية وبالأخص الوسط الفني الكويتي................ولا ازيد...............ق