20‏/03‏/2009

أحن لخبزك...أمي قماشة

منذ نعومة اظفاري......وأنا لي والدتان أمي حفظها الله وجدتي رحمها الله.........كلاهما أحاطاني بالحب والحنان......تميزا برحابة الصدر وبشاشه الوجه.......ما يضايقني يضايقهم وما سيعدني يسعدهم.......إلى أن أتى موعد وساعة القدر بفراق قماشة الجدة الغالية........ذلك اليوم القاسي المخيف......لكن ظلت في ذاكرتنا وفي وجداننا نتذكرها في كل صغيرة وكبيرة رحمها الله.......الأم كائن عجيب به من الحنان به الرقة الشي العظيم.......أن في عيد الأم تجديد لأعمالها الفضيلة وصفاتها الرائعة وزيادة الارتباط والتسامح........الأم هي ذلك المنجم الذي له نرتاح عند رؤيتها وعنده ننهال بما نحسه ويضايقنا في حياتنا.
قماشة.......ذلك الاسم القديم الجميل الذي يرمز للقماش أي اللؤلؤ ومفرده قماشة أي اللؤلؤة..........تلك المرأة التي عاشت كافة أطوار وتغيرات الحياة...........دخلت عالم العصرنة والحداثة وهي خائفة من أن يؤثر عليها أو على أبنائها أو أن يفرقها لكنها سنة الحياة..........كانت تعيش تلك الحياة الجميلة المطمئنة البعيدة جدا عن صخب الحياة ببيوت الطين العتيقة برائحة أزقة مدينة كانت الأجمل والآمن تتنقل بفريات عده لتصل إلى جارتها أو أختها أو صديقتها.......كانت لا يشغلها إلا تربية أبنائها والإشراف عليهم والاهتمام بزوجها ورعاية أخوتها وأخواتها كونها كانت الحنونة بين أخوتها والحبيبة بين أفراد أسرتها وجماعتها.........عند انتقالها لمدينة الخبر كانت الحياة مختلفة حيث بدت بوادر النهضة السعودية بعهد الراحل الفيصل بإلقائها جواز الصقر واقتنائها جواز السيفين والنخلة.......قررت أن تبدأ حياة جديدة بأبنائها حيث أن مستقبلها وأبنائها هنا في بلدها ليس في غربتها.........استقبلتها بقسوة بخطف أبنائها وبناتها لنصيبهم.......وفرحتها غامرة بأحفادها الذين أحاطوا بها وأحبوها كونها الرمز والمتنفس ذو الصدر الوسيع الكبير.........رحمك الله يا قماشة.
آهٍ يا أمي...........كم أحبّكِ.........يا رائحة الجنّة الموعودة........و يا طيورَ الفجر........وكأسِ الماء البارد........يا ندى الصباح...........يا ضوءَ الشمسِ بعد اكتحالِ السماء.......احبك............آهٍ يا أمي...........يا عبقَ دهون العود............أحبك.........ق
كيف يمر عيد الأم من دون أن نسمع لأغنية الراحلة فايزة أحمد........ست الحبايب يا حبيبة..........أترككم مع أحلى الكلام مع شعر الراحل محمود درويش التي غناها الفنان الكبير الراقي الكبير مارسيل خليفة...
أمي
أحنّ إلى خبز أمي
وقهوة أمي
ولمسة أمي..
وتكبر فيّ الطفولة
يومًا على صدر يوم
وأعشق عمري لأني
إذا متّ،
أخجل من دمع أمي!
خذيني أمي، إذا عدت يومًا
وشاحًا لهدبك
وغطّي عظامي بعشب
تعمّد من طهر كعبك
وشدّي وثاقي ..
بخصلة شعر ..
بخيطٍ يلوّح في ذيل ثوبك ..
عساني أصير إلهًا
إلهًا أصير ..
إذا ما لمست قرارة قلبك !
ضعيني، إذا ما رجعت
وقودًا بتنور نارك ..
وحبل غسيل على سطح دارك
لأني فقدت الوقوف
بدون صلاة نهارك
هرمت، فردّي نجوم الطفولة
حتى أشارك
صغار العصافير
درب الرجوع ..
لعش انتظارك !

ليست هناك تعليقات: