01‏/08‏/2009

ما أجمل طفولتي

طفولتي......عندما اذكرها تهطل علي ذكريات الماضي الجميل المصاحبة لزخات الفرح والسرور.....الراعدة للأحداث السعيدة......آهات بقلبي عندما اسرح بفكري....أو أقوم بجولة لتذكر تلك الأماكن الجميلة رغم التطور العمراني والتغير السكاني.....لكن تظل الذاكرة هي الباقية. عندما جولتي بسيارتي بالمرور على عمارة البابطين القديمة المجددة حاليا باسم شقق أغادير التي لم يكون حولها أي مبنى يذكر سوى تلك الأراضي البيضاء المحيطة وتلك الإطلالة البحرية الخلابة التي كانت اقرب مما مضى قبل الدفن العمراني اللعين.......السيفوي مكتبة جرير (المبنى القديم) مطعم بابا هباس......تلك هي فقط ابرز معالم كورنيش الخبر الخلاب والمنطقة القريبة من العمارة.
كان غالبية من سكن بها من رجعوا بحنينهم لوطنهم الأصلي في عهد الملك الفيصل الراحل......بعد إقامة طويلة استمر قرابة 50 عاما في بلاد الرافدين.......كان الدور الثاني شقة 11....شقة أخوالي كانت كبيره عاشوا بها بسعادة غامرة......عقد قران والدي بها وخالي محمد رحمه الله وتمت أعلى فرحات بقية أخوالي بإكمال دراساتهم وتوظيفهم وفرحة الطفرة الكبيرة في عهد الملك الخالد الراحل التي غمرت أخوالي وجميع مواطني المملكة بالخير الكبير.
جدتي الأرملة.....ذات العيون الحزينة بفراق بيتها القديم وقبر زوجها الحبيب وبيت والدها الكبير التي ولدت وترعرعت فيه......استطاعت التكيف مع المناخ المحيط بها وإعجابها وشكرها لله تعالى على نعمه الكبيرة خاصة نعمة الدين العظيم في هذا الوطن الكبير.....كان ابسطها عندما تشاهد شاشة التلفاز تعجب بتراتيل القران والأحاديث وشرح المشايخ بخلاف ما كان تشاهده سابقا من تلك البرامج ذات القوميات المستميتة بشعارات وأناشيد الاشتراكية والحزبية.
كانت إقامتي الدائمة معها.........حتى بعد انتقالها إلى منزلها بحي الراكة.......ذلك الحي الذي يجمعني فيه ذكريات جميلة.......فذلك المنزل يقع قبالة جامع القصيبي (الفردوس) حاليا مجاورة لبيت عائلتي البطاح والدايل مرادفا لسكة بيت اليلق والعنجري.......أما الدرويش واستثماراته في بقالته ذات التصميم العجيب بالسرداب العميق التي تحولت الآن إلى محل سباكة فاشل مقابل لمسجد صغير قديم شبيه الحسينية!!! وحل الحلاقه الذي تحول الآن إلى محل لتغليف الهدايا!!!
وعلى مسافة قريبة ذلك القراج الذي تحول إلى محل خضار يجلس به صاحبه عمده الراكة الجندل مرتديا أجمل حله باسطا ذراعيه بذلك البشت العتيق.......وتلك الدكة القديمة ورودها الكبار بالسن الذي لا يزالون يتذكرون اساطير الماضي........ وغيرها من المشاهدات والذكريات التي إلى الآن محفورة فيني.
ما أجمل طفولتي............ولا أزيد...............ق

ليست هناك تعليقات: