01‏/08‏/2009

منع السينما في السعودية

صدر قرار من سمو النائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز يقضي بحضر صالات السينما في المملكة...... بناءً على ما رفعه مفتي عام البلاد...... السينما في المملكة محل جدل........ازداد مؤخراً بعد فيلم مناحي الذي عرض في الرياض والطائف وجدة وصاحبته معارضة قوية.
قرار المنع هذا بمثابة صفعه في وجه من أراد مجارة العالم بعجلة التطور والتقدم خاصة ونحن في عهد الملك عبدالله عهد الحداثة........وما برنامج جلاله الملك لابتعاث الطلبة خارج سرب هذا الوطن إلا خير دليل برغبته بتكوين مجتمع الحداثة كوننا مللنا مجتمع الكلاسيكية.
أثناء حضوري لأحد الدورات التدريبية ذكر المحاضر وهو دكتور جامعي يعمل في إدارة العلاقات العامة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن عن قرار اتخذه بعد التجديد لسلسة القنوات المشفرة التي تبث مباريات كرة القدم العالمية حيث تدفع الجامعة سنويا للشيخ صالح كامل 200 ألف ريال......هذا القرار تحت بند تخفيض النفقات......لكن ماذا ترتب عنه؟
كان الطلبة في السابق يتجمعون ويشاهدون تلك المباريات تحت أنظار الإدارة الجامعية أما بعد القرار فهربوا إلى مقاهي العزيزية القذرة بجلساتها الوسخة وروادها العاطلين......فغالبيه هؤلاء الطلبة ليسوا من المدخنين لكن طبيعة ذلك المكان الوضيع تفرض عليهم.......فيدمنون تلك الجلسات لمشاهده المباريات وشرب الدخان..........هنا فقدت جامعة الملك فهد صورتها المضيئة نحو بناء جيل ناصع خادم للوطن.
لكن ما إن علم معالي الدكتور السلطان مدير الجامعة بنا حدث وذلك بعد تقرير قوي مدعوم بالصور بالأرقام قدم له.......عن تلك الحالات التي تضررت من قرار معاليه.......فقام على الفور بالرجوع عنه.
ما هذا إلا قرار.......فبالجانب الآخر مجموعه الشباب الذين يحبون مشاهده الأفلام لا تكتمل نشوة لذتهم بالمشاهدة إلا بجمعتهم........فلا يوجد إلا المقاهي.......خير ضيافة لهؤلاء الشباب.......ما أجمل لو أن هنالك مبنى للسينما في مدينة الخبر يجمع هؤلاء الشباب تحت إطار المجتمع والدولة تحت أنظمة رقابية شديدة.
إن موضوع السينما مشابه جدا لموضوع الأقمار الصناعية (الدشوش).......فعد ظهرها على أسطح المنازل زلزلت المنابر والجمعات في الهجوم على أصحاب محلات الأطباق الفضائية وعلى أرباب الأسر.......أما الآن......فيا سبحان الله........أصبحوا هم من يتنافس في تركيبتها بل انشئوا قنواتهم التي تنشر فكرهم من خلالها......وخير دليل سلسلة قنوات المجد........الكاتبة لأفكارهم والراسمة لتوجهاتهم........المهاجمة الدائمة لسلسلة قنوات الشيخ الوليد الابراهيم.........طبعا لغيرتهم كونها نجحت باكتساح اكبر قاعدة للجماهير تاركين الفتات من الغافين لمشاهدتهم........وما برنامج سهيل وإقبال.......إلا خير دليل.
لماذا لا يقوم الإسلاميون بخلق سينما خاصة بهم متطابقة مع مواصفاتهم ومقاييسهم.......مثل ما قاموا بإنشاء محطاتهم الفضائية وهم نفسهم من قاموا بكتابه فتوى تحريم مشاهدة القنوات الفضائية.
يعرف عن سمو الأمير نايف مساندته للتيار الديني المحافظ.......لكن أتمنى من سموه عدم إغفال الجانب الآخر من المجتمع.........سمو الأمير نايف.......أنت أكثر من يعرفهم.......وتعرف أنهم أكثر من أزعجوك أثناء عملك بالداخلية........ولا أزيد..........ق

ليست هناك تعليقات: